الشيخ سعود بهوان

بينما كان الاطفال الصغار يلعبون و يلهون كما هي العادة كان الطفل سعود بهوان ابن التسعة اعوام في رحلة تجارية بحرية مع والده ( الشيخ سالم ) ، كان الشيخ سالم ومعه مجموعة من البحارة في رحلة الى الهند من اجل الاتجار في الاسماك المجففة وايضا التمور ، مع مرور الوقت كبر الطفل سعود بهوان واصبح شابا يافعا ، كان الشاب سعود مدرك بانه لن يتمكن من تحقيق النجاح بدون ان يستقل بذاته ، ولذلك طلب سعود من والده الشيخ سالم ان يأخذ مركب ( الداو ) وهي المركب التي سافر بها سعود مع والده في السابق عندما كانا متوجهان الى الهند. كان الاتفاق ما بين الابن و والده ان يسدد سعود ثمن المركب لوالده من المكسب الذي سيحصل عليه من استعمال المركب في النقل و التجارة ، بالفعل حصل سعود بهوان على المركب من والده وبدأ في نقل الركاب في رحلات منتظمة ما بين ظفار و مسقط ، عمل سعود بهوان ايضا في نقل منتجات الالبان و كذلك السمن ، خلال 18 شهرا من العمل الجاد و الملتزم تمكن الشاب سعود من سداد ثمن المركب بالكامل لوالده ، ولكن الشاب سعود كان يطمح الى تحقيق المزيد من النجاحات ، قرر الشاب سعود بهوان ان يقوم بزيادة عدد الرحلات البحرية ذات المسافات الكبيرة. بالطبع لم تكن جميع هذه الرحلات هادئة بل كان هناك الكثير من العقبات و المواقف التي واجهها الشاب الطموح سعود بهوان ، ففي احدى رحلاته والتي كان سعود متجها بها الى احدى الدول الافريقية من اجل بيع الاخشاب حدث امر مرير ، باع سعود حمولته وتحصل على المال ، بينما كان في طريق عودته فقد سعود بهوان المال بالكامل ، في النهاية وجد سعود نفسه في بلد غريب لا يعرف عنه اي شيء ، لم يكن سعود يملك المال الذي يمكنه من العودة مرة اخرى الى بلده ، قرر سعود تقطيع الاشجار من اجل الحصول على الحطب اللازم ليقوم ببيعه والحصول على المال. بالفعل باع سعود الحطب وحصل على المال وعاد مرة اخرى الى بلده ، وفي رحلة اخرى لم تكن اجمل من سابقتها كان سعود متوجها لبيع الاسماك في الهند ، تعرض خلال رحلته لعاصفة قوية ادت الى تحطيم المركب وخسارة كامل حمولته ، ولكن الله اراد له النجاة ونجا من الموت باعجوبة ، على الرغم من كل ما اصاب سعود بهوان الا انه لم ييأس ابدا ، كان اصراره على تحقيق النجاح اكبر من خوفه من الفشل ، لان تعامل سعود كان جيدا تجاه الجميع فقد ساعده ذلك في فتح اسواق في العديد من بلدان العالم مثل الهند و الصين و بغداد و طهران. نمت تجارة سعود بهوان وتمكن من تحقيق مكاسب ضخمة ، حينها قرر سعود بهوان الشاب الطموح افتتاح شركة صغيرة في العاصمة مسقط ، قام سعود باستئجار محل صغير من احد الاصدقاء ، تمكن سعود بهوان من ادارة هذا المحل بنجاح كبير وتوسع في نشاطه وحقق المزيد من الارباح ، مع مرور الوقت توسع سعود بهوان وامتلك عددا من المحلات التجارية ، كان المميز ان هذه المحلات كانت لنشاطات تجارية مختلفة فقد كان الشيخ سعود بهوان يحب التنوع في الانشطة التجارية ، حصل سعود بهوان على وكالة ساعات سيكو ومن ثم حصل على وكالة توشيبا. كان ذلك بمثابة حجر الاساس نحو ريادة الاعمال و تحقيق المزيد من النجاحات ، من الامور الغريبة التي حدثت لسعود بهوان هو انه اول مواطن عماني يذهب لزيارة اليابان ، فشركة تويتا اليابانية لم يكن لها وكيل في سلطنة عمان ، وعلى الرغم من محاولات العديد من رجال الاعمال الحصول على وكالة شركة تويوتا الا ان اقربهم كان سعود بهوان ، كان سعود مميزا لانه قرر السفر الى اليابان بنفسه ، ولكن عندما وصل سعود الى الاراضي اليابانية تم اعتقاله ، فالسلطات اليابانية لم تكن تعرف شيئا عن جواز السفر العماني لانه لم يسبق لها ان رأته من قبل. بعد التأكد من صحة جواز السفر تمكن اخيرا رجل الاعمال سعود بهوان من مقابلة مسؤولي شركة تويوتا ، نجح سعود بهوان في الحصول على وكالة تويوتا ، لان سيارات تويوتا كان لها سمعتها ولانها لم تأتي من قبل لسلطنة عمان فقد كانت السيارات تباع وهي على ظهر السفينة قبل ان تصل من اليابان ، حيث تم ابرام الاتفاق ما بين سعود بهوان و شركة تويوتا عام 1975 م ، ليصبح سعود بهوان هو اول رجل يحصل على وكالة تويوتا في سلطنة عمان ، يرى الشيخ سعود بهوان رحمه الله ان الاصرار على النجاح هو السر وهو المفتاح الذي يقودنا الى تحقيق الاحلام و الطموحات. المصدر https://www.storiesrealistic.com/?p=144786

محتاج مساعدة؟